تانيزاكي- جون إيشيرو الكي-لان (كيران)


تانيزاكي-جون إيشيرو

الكي-لان (كيران)


                                                       ترجمة: محمّد آيت حنّا

 

فينيق، أيا فينيق

لشدّ ما أفِلَت فضيلتُك!

ما فائدة دعوةٍ تقصدُ الماضيَ؟

أمّا المستقبل، فما يزال بالإمكان مواربته

كُفّ إذن، آه! كُفّ!

إنّ من يخالطون السياسة اليومَ

يعرّضون أنفسهم لأشدّ الأخطار[1]

 

سنة 493 قبل عصرنا. بحسب سجلاّت تسو شيو مينغ، أو مينغ كو، أو حتّى سجلاّت تسزو ما شيين، مطلَع الرّبيع، كان الأميرُ تينغ، أمير البلاد، يحتفل بعيد السّماء والأرض الذي يصادف السنة الثالثة عشرة من حُكمه؛ وكان كونفوشيوس قد غادر مسقط رأسه لينشرَ تعاليمَه، صحبة عددٍ من تلاميذه.

براعمُ عشبٍ فتيّة كانت تجتاح ضفاف نهر تسزو شوي، وعلى رأس جبل فانغ إكليلُ الثلج، في حين ذابت ثلوج ني شيو وَ وُو فِنغ؛ ولا شيء كان يستطيع أن يصدَّ ريح الشّمال العنيفة كجحافل المغول، وهي تحملُ رمال الصحراء وترفع آخرَ آهاتِ حشرجاتِ شّتاءٍ قاسٍ. كان تزو كونغ، وهو رجلٌ نشيطٌ ومبتهج، يتقدّمُ رأسَ الجمعِ، ومعطفه المصنوع من جلد السّمور يخفق في الرّيح. وفي إثره كان يِن يُوان، بنظرتِه الجادّة الرّصينة، وتسِنغ شِن بسحنته الصّافية، منتعلَين أحذيةً من خيوط القنّب. وفان شيو، الحوذيُّ المخلص، يقود العربة التي تجرّها أربعة خيول؛ وبين الفينة والأخرى، كان يختلس النّظرَ إلى وجه كونفوشيوس الشّائخ الجالس في العربة، ويفكّرُ في حياة التيه القاسية التي عاشها معلّمُه، فيعجز عن حبس دموعه.

ثمّ ذات يومٍ تمكّنوا أخيراً من بلوغ الحدود. استداروا جميعاً شطر الوطن الذي غادروه آسفين؛ وكانت الطريق التي سلكوها تتوارى خلف جبل كوي. إذّاك حمل كونفوشيوس قانونَه الموسيقيَّ، وغنّى بصوتٍ حزينٍ أجشَّ:

مُنيتي أن أرى بلدي لو.

خلف جبل كوي يختفي بلدي.

لا فأسَ طوع يدي.

وما الحيلة إزاء جبل كوي؟

 

ثمّ واصلوا طريقهم باتّجاه الشّمال؛ وبعد مسيرة ثلاثة أيّامٍ، ألفوا أنفسهم ضمن سهلٍ واسعٍ سمعوا فيه غناءً هادئاً خليَ البال. كان الغناءُ غناء شيخٍ منهمكٍ في الحصاد عند طرف الحقل، مرتدياً جلد أيّلٍ ومنتطقاً بحبلٍ.

توجّه كونفوشيوس بالسؤال إلى تزو كونغ: <<بما تهمس لك هذه الأغنيةُ؟>>

- إنّ أغنية هذا الشّيخ لا تحمل رنين الشّجن الذي تحمله مراثي المعلّم. إنّه يغنّي بحريّة مطلقةٍ، كما الطيور في السّماء.

- أحسنتَ. إنّه أحد تلاميذ لاو تسو، معلّمُ الأزمان الغابرة العظيم. يُسمّى لين لِيْ، ولا بدّ أنّه قد بلغ المائة من عمره. ومنذ غابر الأزمان يخرج كلّ ربيعٍ ليحصد عند أطراف الحقل، ويغنيّ الغناء الذي سمعتَه. فليذهب أحدُنا فيحادثه.

إذّاك هرع تزو كونغ إلى الشّيخ يسأله:

- أيّها المعلّم، ها أنت ذا تحصد وتغنيّ، أَمُرتاحٌ قلبُكَ؟

ودون أن يلقيَ إليه بأدنى نظرةٍ، واصل الشّيخُ، الغارق في حصادِه، غناءَه على وقع خطوه. ثابر تزو كونغ على اللّحاق به وندائه. وانتهى المطاف بالشّيخ إلى أن توقّف وتطلّع إلى الشّاب مطوّلاً.

- ولمَ لا يكون قلبي مرتاحاً؟

- لأنّك لم تنجز شيئاً في شبابِك. في سنّ نضجْك نئيتَ بنفسك عن [أحداث] القرن. لا زوجة لك، ولا أطفال يسلّون أيامَ عمرك الأخيرة. ساعتك الأخيرة تدنو. فأيّ متعةٍ تجدُها في أن تحصد وأنت تغنيّ؟

قهقه الشّيخ:

- مُتعي هي المتع نفسُها التي يعرفُها النّاسُ طُراً، لكنّهم يجعلون منها آلاماً. لم أُنجز شيئاً في سنَّي شبابي؛ وفي سنّ نضجي نئيت عن [أحداث] القرن؛ لا زوجة لي، ولا أطفال يسلّون أيامَ عمري الأخيرة. ساعتي الأخيرة تدنو. وإذن، هذا كلّه هو ما يجعني مبتهجاً.

- كلّ الفانين يصبُون إلى العيش طويلاً، ويخشون ساعةَ الموت. كيف لك أن تبتهج إزاء فكرة الموت أيّها المعلّم؟

- إنّ الحياة والموت أشبه شيءٍ بالذّهاب والعودة. أن تموت هنا، معناه أن تولد في مكانٍ آخر. أعلم أنّ التمسّك بالحياةِ بلا هوادةٍ عبثٌ. أن تموت اليوم أو أن تولد غداً، ما الفرق؟

ثمّ عاد الشّيخ إلى غنائه. لم يعرف تزو كونغ كيف يفسّر ذاك الكلامَ، فحمله إلى معلّمه كما هو.

قال كونفوشيوس: - إنّ هذا الرّجل على بيّنةٍ من الأمور. إنّه على الطّريق الصّحيحة، لكنّه لم يبلغ النّهاية بعد.

 

واصلوا سفرهم الطويل، أيّاماً وأيّاما. عبروا نهر شي شوي. القلنسوة السوداء التي كان يعتمرها كونفوشيوس غطّاها الغبار، وأبلى المطرُ والرّيح معطفه المصنوع من جلد الثعلب.

 

وحين دخلوا عاصمة مملكة وِيْ، أشار المّارةُ إلى عربتهم قائلين:

- هو ذا المعلّم كونغ قد أتى من مملكة لو. جاء يعلّم الطّغاة الذين يحكموننا مذهبَ الخير، ويلقّنهم سياسةً عادلةً.

وجوه النّاس كانت ذابلةً من الجوع والتعب؛ جدرانُ البيوت مظلمة، تتنفّس الحزن والخرابَ. كلّ الأزهار الجملية بالبلاد قد نُقلت لتنعمَ بها عيونُ الملكة؛ وكلّ الخنازير السّمينة حُصرت على لذّة الفم الملكيّ. وأشعّة الشّمس الرّبيعية تضيءُ بلا جدوى الأزقّة الرّماديّة المقفرة. وعلى الرّابية وسط العاصمة، ينتصب القصر الملكيّ متلألئاً مثل ثوبٍ مزركشٍ بألوان قوس قزح، مهيمناً على جثّةِ المدينة كوحشٍ كاسرٍ متعطّشٍ للدم. الجرسُ الذي كان يُقرع  في قلب القصر كانت أصداؤه تتردّد في أركان المملكة الأربعة، كأنّها زئير سَبُعٍ كاسر.

توجّه كونفوشيوس بالسّؤال مرّة أخرى إلى تزو كونغ: - <<ماذا يقول لك هذا الجرسُ؟>>

- إنّه ليس النّغم اللّين الشّاكي الذي يتوجّه به المعلمّ إلى السّماء، ولا هو أغنية لين لِي الحرّة التي تصبو إلى السّماء، وإنّما هو غناء روحٍ مُريعةٍ، غناءٌ يمجّد الملذّات التي حرَّمتها السّماءُ.

- نِعْمَ النّظر. إنّه الجرسُ المسمّى لِن الذي عمِلَه هسيانغ ملك وِيْ، في غابر الزّمن، من عرق الشّعب، مستهلكاً فيه أموال المملكة. وحين يُقرع في حديقة القصر، يتردّد صداهُ غابةً بعد غابةٍ، بالزّئير المرعب الذي سمعتَهُ، هذا الزئير المريع الذي تغذّيه دموع ولعناتُ الشّعب المسحوق تحت نير طغاتِه.

هكذا تكلّم المعلّم.

على الشّرفة الملكيّة المشرفة على البلاد بأكملها، كان لِنغ، ملكُ وِي، قد وضع قرب الدرابزين ساتراً من معدن الميكا وكراسيَ من العقيق الأحمر؛ وكان يقف هناك صحبة زوجته نانتزو المتسربلة في غلالةٍ زرقاءَ من فستانها ذي الأسبال القزحيّة الطويلة؛ كانا يحتسيانِ مشروباً من العسل المعطّر، متأمّلَين الرّبيع، والسهول والجبال الراقدة في ستارٍ من الضّباب.

- ما دام دفقٌ من النّور المشعّ يغمرُ السّماء والأرض، فلِمَ لا تُرى زهورٌ ذاتُ ألوانٍ زاهية؟ لمَ لا تُسمع زقزقةُ العصافير العذبةُ في مساكنِ رعايانا؟

قطّب الملكُ  لنغ حاجبيه.

أجابه الخَصيُّ يونغ هوي الذي كان واقفاً إلى جانبه: - لأنّ الشّعب، الذي لا يكفّ عن التسبيح بعطف جلالتكم وجمال حرمكُم الملكة، قد وهبكم أجمل الزّهور تزيّنون بها حديقةَ قصركم؛ وكلّ طيور البلاد تجتمع في الحديقة يجذبُها عطر الأزهار.

وفي تلك اللحظة، كاسراً صمتَ المدينة الكئيبة، رنّ جرسُ عربة كونفوشيوس وهي تمرّ أسفل الشرفة الملكية.

جحظَ من الدّهشة الجنرالُ وانغ سونشيا الذي كان في جملة من يخدمُون الأمير: - من هذا الرّجل المارّ بعربته؟ إنّ له جبهةَ ياو، وعينَي شون، ورقبة كاو ياو، وكتفَي تزو تشان. ولا ينقص قدمَيه سوى ثلاث بوصات لتكون في طول قدمَي يو.

قالت نانتزو مستديرةً شطر الضابط ومشيرةً إلى ظلّ العربة التي كانوا يتابعون سيرَها:

- لكن، يا لكآبة سحنته! قل لي أيّها الجنرال، أنت الخبير بكلّ شيء، من أين أتى هذا الشّخص؟

- في سنَي شبابي جُبت كثيراً من البلدان. لكنّي لم أصادف رجلاً حسنَ المنظر مثل هذا، باستثناء لاو تسو، مؤرّخَ مملكة شو. لا يمكن أن يكون هذا الرّجلُ إلاّ كونفوشيوس، حكيم بلاد لو الذي يئسَ من سياسة أمرائه، فهام في الأرض ينشُر تعاليمَه. زعموا أنّ طيفاً، طيفَ كي-لان، ظهرَ عند ولادته، وغمرت السّماءَ موسيقى عذبة، ونزلت إلى الأرض إلهةٌ. فمه يشي بجَلَد الثور، ويداه بقوّة النّمر، وظهره بصلابة السلحفاة. طولُه يبلغ تسعَ أقدامٍ وستّ بوصاتٍ، وله هيبَة الملك وانغ وِن. لا يمكن أن يكون الرّجلُ إلاّ كونفوشيوس.

سأله الملك لينغ وهو يعبّ الكأس التي كان يحملُها في يده: - وأيّ علمٍ يعلّمُه هذا الحكيم التي تدعوه كونفوشيوس؟

- إنّ الحكماء يملكون مفاتيحَ المعرفة. لكنّ هذا الرّجل، على ما يبدو، يعلّم الأمراء فنّ الحُكم: فنّ ضمان النّظام داخل كلّ بيت، وجعل البلاد تزدهر، واستتباب الأمن.

- لقد جبت البلاد بحثاً عن الجميلات، فوجدتُ نانتزو. وجمعتُ الكنوز من أرجاء الأرض الأربعة، فبنيت هذا القصر. والآن لم أعد أرغب سوى في أمرٍ واحد: أن يشيع ذكري تحت السماوات كلّها، وأن أبسط [على الأرض] السلطة التي تليق بهذه الزوجة وهذا القصر. أريد، بأيّ ثمنٍ، أن يحضر إليّ هذا الحكيم، فأتعلّم منه فنّ إحلال السّلم في مملكتي.

وإذ قال ذاك، أخذ الأمير ينظر إلى نانتزو التي كانت قبالته، لأنّها بالعادة تعبّر عمّا بنفسه أكثر ممّا تفعل كلماتُه نفسُها.

قالت نانتزو: إذا كان ثمّة من أعاجيب في هذا العالم، فإنّي أحبّ أن أراها بأمّ عيني. وإذا ما كان هذا الرّجل ذو الوجه الكامد حقاً حكيماً، فإنّ بوسعه أن يريني الكثير من الأعاجيب.

ثمّ إنّ نانزو رفعت عينيها الحالمتين وتابعت العربة التي تبتعد.

 

كان كونفوشيوس ورفاقه يقتربون من القصر الشّماليّ، حين هرع إلى استقبالهم خصيٌّ تعلو وجهه سيماء الذّكاء، متبوعاً بعددٍ من الحراس، يقود بسرعةٍ عربةً تجرّها أربعة أحصنةٍ من بلاد شو. انحنى باحترامٍ بالغٍ أمام المعلّم، وعرض عليه موضع التشريف قائلاً:

- أنا خادمكم الأمين زهانغ شوان، وقد أرسلني جلالة الملك لينغ لاستقبالكم. في زوايا المملكة الأربع يتردّد خبر الحكيم الذي يسافر ناشراً تعاليمَه. أثناء سفرك الطّويل بَلِيَ سقف عربتك المصنوع من حجر اليشب، وصار الرمح الذي تقود به خيلَك يصرّ. هلاّ قبلت بأن تستبدل بعربتك هذه العربةَ الجديدة، وأن تشرّف القصر بزيارتك. هلاّ علّمتَ ملكَنا الطّريق التي كان يتبعها الملوكُ العظام المؤسِّسونَ ليحكموا ويضمنوا أمنَ شعوبهم. ولكي تنضوَ عنك التعبَ، تنتظرك، جنوبَ حقول بونان، عينُ ماءٍ حارّة وصافية كما الكريستال. ولتطفئَ عطشك، بساتينُ القصر مفعمةٌ باللّيمون العذب والبرتقال الريّان والأترج العَطِر. ولتُطريَ شهيّتك، ثمّة خنازير ودببة وفهود وعجول وخرفان، سمينةٌ كلّها، ترقد في أقفاص حديقة الملك. هلاّ قطعت سفرك لتقيم في بلادنا شهرين أو ثلاثة، أو سنة أو عشراً، حتّى تبدّد ضبابَ أرواحنا وتزيل غشاوة أعيننا.

أجاب كونفوشيوس: - لا تهمّني ثروات قصرٍ فخمٍ، بقدر ما يهمّني صدق من يصبو إلى اتّباع الطريق الملكيّة، طريقِ الحكماء الثلاثة. حتّى وإن امتلك أميرٌ عشرة آلاف مركبة حربية، لن يبلغ أبّهة الحاكمين جي وفو. ويكفي أن تمتدّ مملكته على مساحة مائة فرسخ، ليشقّ عليه حكمها وفق وصايا ياو وشون. إذا ما كان الملك لينغ يرغب حقاً في وضع حدٍّ لشقاء هذا العالم، وتحقيق سعادة الشّعب، فإنّي أقبل، بلا أسفٍ، أن أعيش في هذه الأرض وأدفن فيها.

 

في وقتٍ لاحقٍ أُدخل كونفوشيوس وتلاميذُه القصرَ. نعالهم السوداء اللامعة كانت تطرق الأرضية المصنوعة من حجرٍ صقيل. مرّوا من أمام مشغلٍ كانت به نساءٌ عديداتٌ ينسجنَ أقمشة مزركشة، ويغنّين، بانسجامٍ، على إيقاعات ريشاتهم العالية:

نحن أيادي النّساءِ الحاذقاتُ

منكبّاتٌ على خياطة أثوابكم.

 

تحت غيوم أشجار الخوخ المزهر كانت تتناهى أصوات خوار ثيران المزرعة الملكية الكسلانة.

بنصيحة من الحكيم زانغ شوان، طلب الأميرُ لينغ من زوجته أن تنسحب مع وصيفاتها، فتطهّر شفتيها اللتين كانتا ما تزالان تحملان طعم ملذات الشّرب، وتعتنيَ بزينتها. استقبلَ كونفوشيوس في إحدى قاعات القصر، وسألَه عن الطّريق التي تمكّن أميراً من أن يثريَ بلده، ويقوي جيشه، ويكون صلةً بين السّماء والأرض.

لم يُلمع الحكيم البتّة إلى الحرب التي قد تقتل بلداً وتهلك شعبَه؛ ولا أتى على ذكر الجشع الذي يدفع ملوكاً إلى استنزاف الشّعب ونهب أمواله. وإنّما تحدّث بوقارٍ عن الأهميّة القصوى التي تكتسيها الأخلاقُ، وأولويتها على شؤون الحرب والاقتصاد. حدّد الخطّ الفاصل بين طريق الغزاة الذين يُخضعون الممالكَ قهراً، وبين الطّريق الملكيّة، طريق أولئك الذين يكسبون حبَّ الشّعب بأخلاقهم.

- إذا ما كنت تصبو حقاً إلى الفضائل الملكيّة، فلتسمو أوّلاً على شهواتك.

تلكم كانت نصيحة الحكيم.

 

مذّاك صار الملك يحتكم إلى كلام المعلّم، وليس إلى كلام زوجته. صباحاً، في بلاطه، كان يستشير كونفوشيوس في فنِّ الحكم العادل؛ ومساءً، كان يتعلّم قراءة حركة النّجوم بحسب نظرية التقسيم الرّباعي للنّهار. وليلاً، ما عاد يقصد مخدع زوجته. إيقاعات مشغل الأقمشة المزركشة صمتت؛ صارت تسمع أصواتُ صفير النّبال، وقعقعة حذوات الأفراس، وغناء النايات: كانت تلك أصوات النّبلاء الشّباب وهم يتمرّسون على الفنون الستّة[2]. وذات يومٍ، باكراً في الصّباح، صعد الأميرُ وحده إلى شرفته الملكية كي يتأمّل مملكته على امتدادها: كانت الطّيور الجميلة تزقزق عبر الجبال والسّهول، وزهورٌ جميلةٌ تزيّن كلّ بيت، والفلاحون يشتغلون في حقولهم منشدين بصوتٍ عالٍ فضائلَ ملكهم. فنزلت على خدّيه دموعٌ حارّة.

- فيمَ بكاؤكَ إذن؟

أتاهُ صوتُ نانتزو مضوّعاً بشذا عطورٍ عذبة لا يمكن أن يقاومها إنسانٌ. أثار خيشومه القرنفلُ الذكيّ الذي يعطّر فاها، وماءُ الورد الآتي من أقاليم بعيدة كي تتشرّبه أثوابُها. سحر الرّوائح المنبعث من جسد الجميلة التي طال إهمالُها، صار يتهدّد بمخالبه الحادّة القاسية قلبَ الزّوج بعدما صار صافياً كالكريستال.

أرجوك، لا ترمي برقوقاتي البريّة بنظرتك الغامضة. لا تلفّي حول قلبي ذراعيك الطريّتين الكريمتين. على الرّغم من أنّ المعلّم قد علّمني فنّ مقاومة الإغراء، إلا أنّني ما أزال عاجزاً عن مقاومة غواية جمالك.

ثمّ إنّ الأمير أزاح ذراعي زوجته، وأشاح بوجهه.

- آه! لقد تمكّن هذا الملّم المدعو كوونغ في نهاية المطاف من التفريق بيننا! كان من الطّبيعيّ ألاّ أحبّك أنا. لكن أنت، كيف أمكنك أن تكفّ عن حبّي؟

اشتعلت شفتا نانتزو بغضبٍ عنيف. وكان لها عشيق يحمل اسم سونغ شاو، شابّ أرستقراطيّ، كانت تعرفه قبل ارتباطها بالأمير. وما كان يغيظها شعورها بأنّ حبّ زوجها لها قد تناقص، بقدر ما كان يغيظها وقوفها على ضياع سطوتها عليه.

- ليس الأمرُ أنّي ما عدت أحبّك. ولكنّني الآن أريد أن أحبّك كما يحبّ زوجٌ زوجته. حتّى الآن كنت أخدمك كما يخدم العبدُ سيّدَه، وبجّلتك كما تبجّلُ إلهةٌ. بذلت لك بلدي وشعبي، بذلت لك ثرواتي وحياتي: إنّه الثمن الذي دفعته إرضاءً لك. لكنّ تعاليم المعلّم قد علّمتني أنّ ثمّة مهمّةً أنبلَ. حتّى الآن، كنت أبدّد أشدّ قوايَ في جسدك الرّائع. لكنّ حكمة المعلّم قد مدّتني بقوّة أشدّ ممّا سبق.

وبقدر ما كان الملك يفضي لها بقراره الحازم، بقدر ما كان يرفع رأسه ويستقيم: لقد صار الآن وجهاً لوجه وزوجته السّاخطة.

- لا تملك ما يكفي من قوّة الشّكيمة لمقاومتي. أنت تثير شفقتي. لا أجدر بالرّثاء في هذا العالم ممّن لا يملك إرادةً. لكنّني أستطيع الآن فوراً انتزاعك من يد كونفوشيوس. بينما تنطق شفتاك بكلماتٍ متحديةٍ، أليس عيونك عاشقة مسمّرةٌ في وجهي؟ إنّ خادمتك تتقن فنّ إغواء نفوس الرّجال. وقريباً سترى بنفسك هذا الكونفشيوس، هذا الحكيم، يصير طوع أمري.

ألقت الملكة، الباسمةُ ابتسامةَ منتصرٍ، بنظرةٍ إلى الملك، ثمّ غادرت المقصورة في حفيفِ فساتينَ شديدٍ. قلبُ الملك الذي كان حتّى تلك اللّحظة مطمئناً، اضطرب كلّ الاضطراب.

 

- من بين كلّ الرّجال المميّزين الذين يقصدون بلدنا وي من ممالك أخرى، ليس ثمّة من لا يبادر قبل كلّ شيء إلى التماس الحديث مع الملكة. لمَ لمْ يأتِ الحكيمُ، وهو الذي يحرص، على ما يبدو، كلّ الحرص على أدب اللياقة.

حين أتى الخصيُّ يونغ هوو ينقل هذا الكلام إلى كونفوشيوس، منع الحكيمَ تواضعُه من أن يراوغ.

مرفوقاً بمريديه، قصد القصرَ؛ متوجّهين شطر الشّمال، انحنوا باحترامٍ أمام عرش نانتزو المتوارية خلف حجابٍ من ثوبِ المقْصَب: بالكاد يُرى منها نعلٌ مطرّز. ردّت الملكة تحيّتهم بإيماءةٍ من رأسها، فسمعوا وسواس أطواقها وأساورها.

- كلّ من قدموا إلى بلاد وي، وتأمّلوا وجهي فتنوا به: <<إنّ للملكة جبين تا شي، وعينَي باو توز.>> إن كنتَ حكيماً حقاً، فهل ستخبرني هل عرف العالم، منذ حكم ثلاثة ملوك أو خمسة أباطرة، امرأةً في جمالي؟

بضحكة مرحة أزاحت الستائر وطلبت من كونفوشيوس وتلاميذه أن يتقدّموا إلى أعتاب العرش. كانت تضع تاجاً مزيّناً برسمة فينيق، وشعرُها قد شدّ بمشدّات وأمشاط من ذهب، وفستانها بألوان قوس قزح يبرق كحراشف سمكة؛ وجهُها الرّيانُ يشعّ كالشّمس.

قال كونفوشيوس: - لقد سمعت عن أشخاص رفيعي الفضائل، أمّا بأولئك الذين يميّزُهم جمالُ الوجه، فلا علم لي.

- لقد جمعتُ عجائب العالم، جمعت أندر الأشياء. في خزائني ذهبُ تا تشوو، ويشمُ تشوي شي. في حدائقي سلاحفُ لو شو وكراكيُّ كون لُون. لكنّني لم أرَ قطّ الفتحةَ السّباعية في قلب الحكيم[3]، ولا الكي-لان الذي يظهر ساعة ولادته. إن كنت حكيماً، فهل ستبخل عليّ برؤية هذه المعجزات؟

تبدّل وجه كونفوشيوس وقال بنبرةٍ حادّة:

- لا علم لي بهذه العجائب ولا بهذه المعجزات. إنّما فقط تعلّمت ما يعلَمه كلّ الرّجال والنّساء، أو ما يفترض أن يتعلّموه.

قالت الملكة مخفّفةً من حدّة نبرتها:

- كثيرٌ من الرّجال طالعوا وجهي وأصغوا إلى صوتي. ودوماً ما كان جبينهم المقطّب يرتخي وتتبدّد السّحائبُ التي تغشى وجوههم. لكن، أنت، لمَ تظلُّ سحنتك كئيبةً هكذا؟ ما أبشع أن يطالعَ المرءُ وجهاً كئيباً! أعرف شاباً من بلاد تسونغ، اسمه تسونغ شاو: ليس جبينه بنبل وجهك، لكنّ نظرته تشعّ كسماءٍ ربيعيّة. في خدمتي خصيٌّ يدعى يونغ نو: صوته ليس بمهابة صوتك، لكنّ لسانه العذب يغرّد كطائر الرّبيع. إن كنت حكيماً بحقّ، فينبغي أن تتحلّى بالسّمت الهادئ الخليق بقلبٍ كريمٍ. الآن سأطرد هذا الحزن المخيّم على وجهك، وأمسح عنه الظّلال التي تعتمه. عندي كلّ أنواع العطور. عطور تتوغّل في النّفس التي أعيتها الهمومُ، فتنقلها إلى عالم ساحر عجيب.

وإذ نطقت الملكة بكلماتها تلك دخلت سبعُ وصيفات، يضعن تيجاناً من ذهب وأحزمةً مطرّزةً بزهور اللوتس، فتحلّقن حول الحكيم وعرضن أمامه سبعَ مباخر. سبعةُ ألسنة من دخانٍ كثيفٍ ارتفعت متراخيةً على امتداد الأستار المنسوجة من خيوط الذّهب. أبخرة الصندل، الصفراء، أو البنفسجية، أو البيضاء، كانت مشحونةً بأحلام عجيبة اختزنتها منذ قرون قرارةُ بحار الجنوب. في العطر  ذي الصُفرة المتدرّجة اثنتي عشرةَ درجةً، يتركّزُ عبير الأعشاب التي غذّاها ضبابُ الرّبيع. اللونغ يِن، الذي يُستخرج من ريق التنانين التي تعمر مستنقعاتِ تا شين كو؛ والشّين، المستخلص من الجذور العطرة للأشجار التي تنمو في تشاو شو، وهما معاً عطران لهما القدرة على جرّ الرّوح البشرية إلى عوالم بعيدة، عوالم من أحلام عذبة. لكن الحكيم لم يكن يزداد إلا كآبةً.

قالت له الملكة باسمةً:

- آه! ها وجهك أخيراً يينع! لدي أيضاً أنواعٌ مختلفةٌ من النّبيذ، أقدّمها في كؤوس رفيعة. دخان البخور قد أسال العسل في قلبك المفعم بالمرارة، وإنّ قطرات من نبيذٍ ستحمل الهناءة السّعيدة إلى جسدك الذي أثقله الوقار.

وإذ نطقت بكلماتها تلك، دخلت سبعُ وصيفاتٍ، يضعن تيجاناً من فضّة وأحزمةً طرّزت عليها كروم، فوضعن على طاولة خموراً نادرة وكؤوساً رائعةً.

ملأت الملكة الكؤوس واحدةً بعد أخرى، ودعت ضيوفها إلى الشّرب. تلك الأشربة المستخلصة كانت لها القدرة على أن تدفع المرء إلى ازدراء القيم العادلة والتعلّق بالجمال وحده. أحد تلك الأشربة، إذ سُكب في كأسٍ من زمرّد شفافٍ صار يشعّ بأطياف زرقاء، ويتقطر بندى كالعسل: مباهج حرّمت على الفانين. الكأس الثانيةُ التي كانت بلون اليشب الأخضر، والرقيقة كأنّها من ورق، كانت تتمتّع بخاصية عجيبة: ما إن يُصبّ فيها النبيذُ بارداً حتّى يبدأ يغلي؛ إنّها تدفئ الأحشاءَ الأشدّ حزناً. كأسٌ أخرى من رأسِ حيوانٍ قشيريٍّ جُلب من بحار الجنوب، قرناهُ بطول قدمَين أحمران كالغضب. كانت مرصّعةً بقطرات من ذهبٍ وفضّة، مما يوهم برذاذٍ بحريّ. لكنّ جبين الحكيم ما انفكّ يزداد قتامةً، بينما ابتسامةُ الملكة ما تنفكّ تزداد إشراقاً:

-  لشدّ ما أينع وجهك يا معلّم! لديّ مجموعةٌ رائعةٌ من الطّيور والطّرائد. أولئك الذين بفضل شذا البخور قد طهّروا أرواحهم من كلّ ألمٍ، وبفضل مزايا النّبيذ حرّروا أجسادهم من كلّ قسوة، أولئك ينبغي أن ينعموا على حلوقهم بأطيب الأطعمة.

وإذ نطقت بكلماتها تلك، دخلت سبعُ وصيفاتٍ، يضعن تيجاناً مرصّعةً باللؤلؤ وأحزمةً طرّزت بالزّيزفون، فوضعن على الطاولة أطباقاً تفيض بلحوم من كلّ صنف.

عرضت الملكة الأطباق واحداً بعد آخر، ودعت ضيوفها إلى تذوّقها. كانت ثمّة أجنّةُ فهود سوداء، فراخٌ من تان هسو. وكانت ثمّة أيضاً قطعٌ مجفّفةٌ من لحم تنّين كون لون، ونبتة قدم الفيل. لقمةٌ من تلك اللّحوم كانت تكفي لتصير النّفس خلواً من كلّ فكرةٍ، خيّرة كانت الفكرة أم شريرة. لكنّ القتامة لم تزايل وجه الحكيم، بينما افتر ثغر الملكة، للمرّة الثالثة عن ابتسامة مشرقة:

- آه! يا معلّم! إنّ سمتك قد صار أفضل من أيّ وقت مضى، وحضوركَ أبهى. إنّ من انتشوا بهذه الخمور الحرّيفة اللاذعة، وطعموا هذه اللّحوم الغنيّة الذهنية، أولئك بوسعهم أن يحيوا في عالم بلا غمٍّ، عالم لا يملك الفانون حتّى إمكان أن يحلموا به: عالم كثيف، جميل، عنيف، عالم ينسون في خضمّه هموم هذه الحياة وعذاباتها. هذا العالم هو ما سأكشفه أمامك الآن.

وإذ نطقت بكلماتها تلك، استدارت شطر خصيّ من حاشيتها، وأشارت له إلى الستار السّميك الذي يحجب الغرفة المقابلة لهم. كان ستاراً من ثوب المقصب عميقَ الطيّاتِ، ينزل ثقيلاً؛ انفتح الستار من الوسط، وإذ تباعد طرفاه كشفَ عن درجٍ يقود إلى حديقة. عند عتبة الدّرج ينمو عشبٌ أخضر عطرٌ، تغمره أشعّة شمس الرّبيع العذبةُ. وهناك كانت كائناتٌ تتكدّسُ، يدرج بعضها فوق بعض؛ منها من يرفع عينيه إلى السّماء، ومنها من يدبّ على الأرض؛ ومنها من يبدو كأنّما يتأهّب إلى أن ينطلق أو يتعارك. ومن ذاك الحشد المتنافر كانت ترتفع همهمةٌ مختلطة: حشرجة، أنينٌ، صيحاتٌ حادةٌ ورهيبة، غمغماتٌ لا تبين. بعضها كان مورّقاً بالحمرة كأنّه فلفلٌ في عزّ يناعته، وبعضه الآخر كان ينتفض كحمام مذبوح: كان ذاك حشد المذنبين، المحكومين بآلام وحشية، عقاباً لهم على انتهاكهم قوانين البلاد الصارمة، وإمتاعاً لعينيّ الملكة في آنٍ. جمّيعهم كانوا قد جُرّدوا من ملابسهم، ولا أحد منهم سَلِمَ جسدُه. رجالٌ، فقط لأنّهم فضحوا مثالب الملكة، شُوّهت وجوههم بالحديد المحمّى، وجُدعت آذانهم، وأوثقت أعناقهم في قيود عظيمة. ونساءٌ، فقط لأنّهنّ أثرت اهتمام الأمير لينغ وحرّكن غيرة الملكة، جُدعت أنوفهنّ وقيّدت سيقانهنّ المعروقة بأغلال ثقيلة. كان وجه نانتزو، وقد أغرقها المشهد في نشوةٍ، جميلاً كوجه شاعرٍ وقاسياً كوجه فيلسوف.

- من حين إلى آخر، أجوب في العربة، مع الأمير، شوارعَ العاصمة. فإن رمى عابرةً بنظرةِ متملّقة، أُلقي عليها القبض، وهذا المصير الذي ينتظرها. ماذا لو جبت بك الشّوارع الآن رفقة الأمير؟ هل ستجرؤ على معارضة رغباتي بعدما أطلعتك عليه من عذابات؟

كان خطابها ذاك يعكس إرادتها العنيدة في السّيطرة. نُطق كلماتٍ قاسية بنظرةٍ عذبةٍ، تلكم كانت طريقة الملكة.

 

ذات يومٍ من ربيع سنة 493، قبل عصرنا هذا، مرّت عربتان تجرّهما أربعة خيولٍ من شوارع عاصمة وي، الواقعة بين نهري موانغ وشي، أعلى خرائب مدينة يِن. في العربة الأولى، التي تظلّلها مظلاّتٌ تحملها وصيفتان، ويحفّها موكبٌ غفيرٌ من الخلصاء والجواري، كان يجلس الملك لينغ حاكمُ وي، والخصيُّ يونغ هو، والملكة نانتزو نِدُّ تا شي وباو تسو، ملكتَي الزّمن الماضي الشّرساتُ. وفي العربة الثانية، محاطاً بمريديه، كان يجلس كونفوشيوس، الحكيمُ القادم من شو، نِدُّ ياو وشون، ملكَيّ الزّمن القديم الفضلاء.

- آه! يبدو أنّ حتّى هذا الحكيم الشّهير، بكلّ ما عرف فيه من فضيلةٍ، لم يستطع أن يروّض قسوة الملكة. هي من سيفرض قانونها مجدّداً على مملكة وي.

- انظروا، كم يبدو الحكيم حزيناً! انظروا كم تبدو على الملكة أمارات الانتصار! لم يكن جمالها قطّ بهذا القدر من الإشراق.

تلكم كانت العبارات التي تبادلها النّاس ممّن توقّفوا لمشاهدة مرور الموكب.

تلك اللّيلة اختارت الملكة زينتها بعنايةٍ، ومكثت في جناحها، مستلقيةً على فراشها المنسوج من ثوب المقصب، حتّى مرّت ساعةٌ بعد منتصف اللّيل. فجأةً سُمع وقع خطواتٍ مكتومة وقُرع البابُ برفقٍ.

- آه ! ها قد أتيت! لا ينبغي لك أبداً أن تراوغ أحضاني.

ثمّ إنّ الملكة فتحت ذراعيها، ولفّت الملك لينغ بأكمامها الطّويلة. يداها البضّتين اللتين ألهبهما النّبيذ، سجنتاه كوثاقٍ لا انفصام له.

- أكرهكُ. أنت امرأةٌ شيطانية، شيطانٌ فعليٌّ يدمّرني. لكن على الرّغم من كلّ ما أبذله من جهودٍ، لا أستطيع الفكاك منك.

كان صوت الملك يرتجف. وعينا الملكة يبرقان بغطرسة الشرّ.

صباح اليوم الموالي، كان كونفوشيوس، رفقة تلاميذه، قد اتّخذ طريق بلاد تساو، لينشر تعاليمَه.

- لم يسبق لي قطّ أن صادفت إنساناً متعلّقاً بالفضيلة قدر تعلّقه باللّذة.

وإذ قال الحكيمُ قوله ذاك تركَ خلف ظهره بلاد وي. وإلى اليوم ما يزال بإمكاننا أن نقرأ تلك العبارة في كتاب كلام المعلّم المقدّس.               

 

  

 

     

                                                                     

 



[1]  إيبغرامة كُتبت إلى كونفوشيوس

[2] الشّعائر، والموسيقى، والرّماية، وقيادة العربات، وفنّ الكتابة، والحساب.

[3] إشارة إلى الحكيم بيغان الذي تقول الأسطورة إنّ الطّاغية تزو تشين، من سلالة يين، قد قتله وشقّ صدره ليفحص قلبه ويتأكّد ممّا إذا كانت قلوب الحكماء فعلاً بها سبع فتحات.


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

امرأة والحرب

موسيقى بيتهوفن