Articles

امرأة والحرب

Image
        امرأة والحرب   ساكاغوشي أنغو ترجمة: محمّد آيت حنّا     كان "السّرعوف" يخاطبني تارةً بلقب «مدام» وطوراً بلقب «آنسة». أمّا الضّخم فينادي دائماً «مدام». وأنا كان يروقني الضّخمُ. حين كان السّرعوف يناديني «آنسة»، كنت أتظاهر بأنّي لم ألحظ شيئاً، لكنّني في قرارة نفسي كنت أودّ لو أفعصه. كان الشيخان معاً في سنَّيْهما السّتين. السّرعوف ربّ معملٍ صغير، والضّخم حفّار آبارٍ. وكنّا نجتمع بين فترات الإنذار، لنلعب ألعابَ قمارٍ متنوّعةً. نومورا والضّخم يربحان تقريباً دائماً؛ بينما نكاد أنا والسّرعوف نخسر على الدّوام. عند كلّ دَورٍ يكون السّرعوف مكشوفاً تماماً، فيبدأ في مناداتي «آنسة» مسترقاً النّظر إليّ بعينين داعرتين. كان وجهه يتّخذ آنذاك هيئةً مقرفةً حتّى يكاد المرء يتوقّع أن يرى لعابه يسيل من فمه. السّرعوف بخيلٌ بخلاً لا نظيرَ له. عندما تحين لحظة وضع المراهنات، كان يخرج أوراقه النّقدية ويتلمّسها واحدةً بعد أخرى؛ يوجِعه التّخلّي عنها. وحين كنت أصرخ به: «لا فائدة في أن تلصق بها بصاقك! إنّه أمر مقرف! هيّا عجّل بوضعها!»، كان وجهه ينكمش مثل وجه رضيع يتهيّأ للبكاء.

تانيزاكي- جون إيشيرو الكي-لان (كيران)

Image
تانيزاكي-جون إيشيرو الكي-لان (كيران)                                                        ترجمة: محمّد آيت حنّا   فينيق، أيا فينيق لشدّ ما أفِلَت فضيلتُك! ما فائدة دعوةٍ تقصدُ الماضيَ؟ أمّا المستقبل، فما يزال بالإمكان مواربته كُفّ إذن، آه! كُفّ! إنّ من يخالطون السياسة اليومَ يعرّضون أنفسهم لأشدّ الأخطار [1]   سنة 493 قبل عصرنا. بحسب سجلاّت تسو شيو مينغ، أو مينغ كو، أو حتّى سجلاّت تسزو ما شيين، مطلَع الرّبيع، كان الأميرُ تينغ، أمير البلاد، يحتفل بعيد السّماء والأرض الذي يصادف السنة الثالثة عشرة من حُكمه؛ وكان كونفوشيوس قد غادر مسقط رأسه لينشرَ تعاليمَه، صحبة عددٍ من تلاميذه. براعمُ عشبٍ فتيّة كانت تجتاح ضفاف نهر تسزو شوي، وعلى رأس جبل فانغ إكليلُ الثلج، في حين ذابت ثلوج ني شيو وَ وُو فِنغ؛ ولا شيء كان يستطيع أن يصدَّ ريح الشّمال العنيفة كجحافل المغول، وهي تحملُ رمال الصحراء وترفع آخرَ آهاتِ حشرجاتِ شّتاءٍ قاسٍ. كان تزو كونغ، وهو رجلٌ نشيطٌ ومبتهج، يتقدّمُ رأسَ الجمعِ، ومعطفه المصنوع من جلد السّمور يخفق في الرّيح. وفي إثره كان يِن يُوان، بنظرتِه الجادّة الرّصينة