أميلي نوثومب. ميتافيزيقا الأنابيب

أميلي نوثومب



ميتافيزيقا الأنابيب




ترجمة محمّد آيت حنّا





في البدء لم يَكن شيءٌ. وهذا اللاشيء لم يكن فارغاً ولا مُبهماً: ما كان يستدعي غير ذاته. وألفى الربُّ الأمر جيداً. ما كان ثمّة سبب يدفعه إلى خلقِ أيّ شيءٍ كانَ. فاللاّشيء لم يكن يناسبه فحسب؛ وإنّما كان يُرضيه تمام الرّضا.
كانت عينا الربّ مفتوحتَيْن ومحدِّقَتين على الدّوام. ولو أنّه أغلقَهما لما تغيّر في الأمر شيء. لم يكُن ثمّة ما يُرى، وما كانَ الربُّ ينظر إلى شيء. كان ممتلئاً وكثيفاً كبيضةٍ مسلوقة، بيضة يُشاكلُها أيضاً في الاستدارة والسّكون.
الربُّ كان هو الرّضا المطلق. لم يكن يريد شيئاً، ولا يأمل في شيءٍ، ولا يدرك شيئاً، ولا يمنَعُ شيئاً، ولا يبالي بشيء. كانت الحياةُ من الامتلاء لدرجة أنّها لم تَكُن حياةً. لم يكُن الرّبُ يحيا، كان يوجد.
بالنّسبة له لم يُكن لوجوده بدايةٌ مُدرَكة. إنّ لبعض الكتبِ جملاً أولى قليلة التّوهجّ لدرجة أنّنا ننساها على الفور ويتملّكنا الإحساس بأنّنا قد انخرطنا في القراءة منذ بدء الزّمن. وعلى المنوال نفسه، كان مستحيلاً تعيينُ اللّحظة التي بدأ الرّب فيها يوجدُ. كأنّما هوَ قد وُجد على الدّوام.
لم يكنُ الربّ يملك لغةً وبالتّالي ما كانَ لهُ فكرٌ. كان رضاً وأبديّةً. وكلّ ذلك كان يشهد بما لا يقبلُ الشكّ أنّ الرّب كان هو الرّب. ولم تكن لهذه البداهة أيّ أهميّةٍ، لأنّ الرّب لم يكن يُبالي البتّة بأن يكون رباً.

تمتلك عيون الأحياءِ أغربَ الخصائص: النّظرة. ليس ثمّة ما هو أشدّ فرادةً من ذلك. لا نقولُ عن آذان الخلْقِ إنّها تمتلك <<سَمْعَة>>، ولا عن الأنوف إنّها تمتلك <<شمَّة>> أو <<نشْقَة[1]>>.
ما النّظرة؟ لا سبيل إلى التّعبير عن ذلك. لا كلمة تستطيع أن تقرّب جوهر النّظرة العجيب. ومع ذلك فإنّ النّظرة توجد. لا بل إنّ ثمّة القليل من الحقائق التي تحوز هذا القدر من الوجود.
ما الفرق بين العيون التي تملك نَظرة والعيون التي لا تملكها؟ لهذا الفرق اسمٌ: إنّها الحياة. تبدأ الحياةُ حيث تبدأ النّظرة.
لم تُكن للربِّ نظرةٌ.

مبلغُ انشغالات الربّ كانَ الابتلاع، والهضم، ثمّ، كنتيجة مباشرةٍ لذلك، الإخراج. كانت تلك الأنشطة المُنبتة[2] تمرّ في جسد الرّب دون أن يُحسّ بها. فالغذاء، الذي كان هو نفسه على الدّوام، لم يكن مثيراً بما يكفي لكي يلاحظه الرّب. ولم تُكن وضعية الشّراب مختلفةً عن وضعية الأكل. لقد كان الرّب يفتح كلّ منافذه الضرورية لعبور الأغذية الصلبة والسّائلة.
لهذا سنسمّي الرّب، عند هذه المرحلة من النّمو، الأنبوبَ.
ثمّة ميتافيزيقا خاصّة بالأنابيب. كتبَ سلافومير مروزيك عن الخراطيم عباراتٍ لا ندري ما إذا كانت عميقةً لدرجة الإرباك أم مضحكةً حدّ الإدهاش؛ لربّما هي كلّ ذلك في آنٍ: إنّ الأنابيب مزيجٌ فريدٌ من الامتلاء والفراغ، مادّةٌ جوفاء، غشاءٌ من الوجود يحمي حزمةً من اللاوجود. الخرطوم هو صيغةُ الأنبوبِ المرنةُ: على أنّ هذه القابلية للانثناء لا تخفّف من طابعه الملغز.
كان الرّب يتمتعّ بمرونة الخرطوم لكنّه ظلّ جامداً وساكناً، وبالتّالي وفياً لطبيعته الأنبوبية. كان يعيش طمأنينةَ الشّكل الأسطوانيّ المطلقةَ. يُصفّي الوجودَ بأكمله، ولا يعلقُ به شيءٌ.








وَالِدَا الأنبوب كانا قلقَيْن. اِستدعيا الأطباءَ كي يعكفوا على دراسة حالة هذه القطعة من المادة التي تبدو غير حيّة.
قلّبها الأطبّاء، وضربوا على مفاصلها لمعرفة ما إذا كانت تملك آليات ردّ الفعل، ثمّ استنتجوا أنّها لا تملكها. عيون الأنبوب لا ترمش حين يفحصها الأطبّاء بواسطة مصباح [طبيّ].
قال الوالدان:
- هذه الطّفلة لا تبكي مطلقاً، ولا تتحرّك البتّة. لا يصدر من فمها أيُّ صوتٍ.
شخّصَ الأطباء الحالة باعتبارها <<انعدامَ استجابةٍ مَرَضيّاً>>، دون أن ينتبهوا إلى التناقض الكامن في العبارة:
- طفلتكم من الخضراوات. الأمر مقلقٌ جداً.
اِرتاح الوالدان لسماعهما ما اعتبراه نبأً ساراً. صنفٌ من الخُضَر، يعني أنّ ثمّة حياة بها.
أشار الأطباء بضرورة أخذها إلى المستشفى.
لكنّ الوالدين تجاهلا الأمر. لقد كان لديهما أصلاً طفلان ينتميان إلى الجنس البشريّ: فلم يجِدا غضاضة في أن يضيفا إلى نسلهما نبتةً. لا بل قد بدا عليهما تقريباً التأثّر.
وبطيبةٍ عمّداه باسم <<النّبتة>>.

وكانوا جميعهم مخطئين. ذاك أنّ النباتات، بما فيها الخضراوات، وإن كانت لا تملك حياةً مرئيّة بالنّسبة للعين البشريّة، فإنّها ليست أقلّ حياةً من غيرها: فهيَ ترتجف لِدُنوِّ العاصفة، وتبكي غِبطَةً عند شروق الشّمس، وتلوذ بالازدراء حين نُعنِّفُها، وترقص رقصة الحجُب السّبعة[3] حين يحلّ موسم التلاقح. إنّها تملك نظرةً، لا شكّ في ذلك، حتّى وإن لم يكن أحدٌ يعرف موضعَ بؤبئها.
أمّا الأنبوب، فقد كان جُموداً خالصاً وبسيطاً. لا شيءَ يؤثّر فيه، لا تغيّرُ الجوّ، ولا هبوط اللّيل، ولا قلاقل اليوم العديدة، ولا أسرار الصّمت العظيمةُ المتعذّرة على الوصف.
الهزّات الأرضيّة التي كانت تشهدها منطقةُ كانساي يومياً، والتي كانت تُقلق الطفلَيْن الأكبرَين حدّ البكاء، ما كانت تثيرُ فيه هوَ أيَّ شيء. سُلمّ ريختر ملائمٌ لقياس الآخرين فقط. ذات مساءٍ هزَّ زلزالٌ بقوّة ستِّ درجاتٍ الجبلَ الذي يتربّع فيه المنزل؛ سقطت قطعٌ من السقف على مهْد الأنبوب. وحينَ أزاحوها عنه، كان هو اللامبالاةَ نفسَها: عيناه تحدّقان -دون أن تريا-، في هؤلاء الأجلاف الذين أتَوا يقضّون راحتَه تحت الأنقاض حيثُ كانَ ينعم بالدفء.
كان الوالدان يتسلّيان ببرود نبتتهما، وقرّرا إخضاعها للتّجربة. قطعا عنها الماء والطّعام إلى أن تَطلبهما: هكذا سينتهي بها المطاف إلى القيام بردّ فعلٍ.
ووقع في الحفرةِ من حَفَرَها: لقد تقبّل الأنبوبُ التّجويع مثلما تقبّل كلّ شيء، دون أن تندّ عنه أدنى أمارةٍ لاستنكارٍ أو تأييد. أن يأكل أو لا يأكل، أن يشرب أو لا يشرب، كلّ ذلك كان سيّان بالنّسبة له: أكون أو لا أكون، لم تكن تلك هي المسألة.
مع انقضاء اليوم الثالث، فحصه الوالدان المتوجّسَان: كان قد ضَمُرَ قليلاً وشفتاهُ المنفرجتان قد تيبّستا، لكن لم تكن تبدو عليه علامات الألم. ألقَماهُ رضّاعةً مليئةً بالماء المحلّى بالسُّكّر فعبّها بلا حماس.
قالت الأمّ مذعورةً:
- كانت هذه الطّفلةُ ستترك نفسها تموت دون أن تشتكي.
قال الأب:
- لا ينبغي أن نخبر الأطباء بالأمر. سيحسبوننا ساديَّيْن.
والحال أنّ الوالدين لم يكونا ساديَّين: وإنّما فقط مذعورَيْن، إذ أيقنا أنّ فرعَهُما لا يملك غريزةَ البقاء. بالكاد راودتهما فكرة أنّ طفلتهما لم تكن نبتةً وإنّما أنبوباً: لكنّهما طردا فوراً هذه الخاطرَة التي لا تُحتمل.
كان الوالدان بطبعهما لا مُباليّين، وسرعان ما طوَيا صفحةَ الصّيام. كان لديهما ثلاثة أطفال: ولدٌ وبنت وحبّةُ خضر. وكان هذا التنوّع يروقهما خاصّةً وأنّ طفليهما الأكبَرين كانا لا يتوقّفان عن الرّكض والقفز والصّراخ والشجار واختراع حماقاتٍ دائمة: كان ينبغي دوماً تَقفّيهما لمراقبتهما.
على الأقلّ مع ثالثِ أطفالهما لم يكن لديهما هذا النّوع من الهموم. كان بالإمكان ترك الطّفلة أياماً بطولها دون مُربيّة: ومساءً تكون على الوضع الذي تُركت عليه صباحاً. يغيَّرُ حفّاظها وتُطعَم، فيُقضى الأمر. ولو أنّهما كانا يعتنيان بسمكةٍ حمراء في أكواريوم لكلّفهما الأمر مشقّةً أكبرَ.
ولو أنّنا ضربنا صفحاً عن نظرته الغائبة، فإنّ منظر الأنبوب كانَ طبيعياً: كان رضيعاً جميلاً وهادئاً بالإمكان إظهاره للزّوار دون خجل. لا بل إنّ الآباء الآخرين كانت تصيبهم الغيرة.
في الواقع، كان الرّب هو التّجسيد الفعليّ لقوّة العطالة[4]- أقوى القوى. وأيضاً أكثر القوى مفارقةً: هل ثمّة ما هو أكثر غرابةً من هذه القوّة العنيدة التي تصدرُ عمّا لا يتحرّك؟ قوّة العطالة، هي قدرةُ الوضع البدئِي. حين يرفض شَعبٌ بذلَ مجهودٍ بسيطٍ لكي يتقدّم، وحين تظلّ سيارةٌ يدفعها عشرة رجالٍ ثابتةً في محلّها، وحين يجلس طفلٌ خاملاً أمام التلفاز طيلةَ ساعاتٍ، وحين تواصلُ إزعاجنا فكرةٌ أثبتنا تفاهتها، آنذاك نكتشف ذاهلين السّطوةَ المرعبة التي يتمتّع بها الجامدُ.
وتلك هي سلطة الأنبوب.

لم يكُن يبكي أبداً[5]. حتّى لحظةَ ولادته لم تصدر عنه أيّ شكوى ولا ندّ عنه صوت. لا ريب في أنّه لم يُلفِ العالمَ صادماً ولا مؤثّراً.
في البداية حاولت الأمّ إلقامَه الثدي. لم يستيقظ في عين الرّضيع أيّ بريقٍ لمرأى الثدي المغذّي: ظلّ يواجهه دون أن يفعل شيئاً. كدِرَةً أقحمت الأمّ الحلمةَ في فمه. وبالكاد امتصّها الربّ. قرّرت الأمّ إذّاك أن لا تُرضعه.
كانت مُحقّة: الرضّاعةُ أكثر ملاءَمةً لطبيعته الأنبوبيّة، وذاك ما يظهرُ في وعائها الأسطوانيّ، في حين لم تكن استدارة الثديّ توحي له بأيّ صلة قرابةٍ.
هكذا كانت الأمّ تعطيه الرضّاعة عدّة مرّات في اليوم، دون أن تُدرك أنّها تضمن عبر ذلك نوعاً من الاتّصال بين الأنبوبين. الرِّضاعة الإلهية عملٌ من أعمال السِّباكة.

<<كلّ شيء يجري>>، <<كلّ شيء حركة>>، <<إنّك لن تسبح في النّهر الواحد مرّتين>>، إلخ. يا للمسكين هيراقليطس! لقد كان سينتحر لو أنّه التقى الرّب الذي يمثّل نقيض رؤيته السّائلة للكون. لو كان الرّب يملك ضرباً من اللّغة لكانَ عارضَ عبارةَ فيلسوفِ أَفسُس قائلاً: <<كلّ شيء يتحجّر>>، <<كلّ شيء قصور>>، <<ستسبحُ إلى الأبد في المستنقع نفسه>>، إلخ.
لحسن الحظ يستحيل قيام أيّ شكلٍ لغويّ خارج فكرة الحركة، التي تعدّ واحداً من المحرّكات الأولى. ودون اللّغة يتعذّر قيامُ أيّ شكلٍ من أشكال الفكر. وبالتالي لم تكن المفاهيم الفلسفيّة للرّب قابلةً لأن يُفكّر فيها، ولا لأن تُنقل: وعليه ما كان الرّب ليُزعج أحداً، وحسناً فعلَ، لأنّ مبادئ من هذا القبيل كانت ستقوّض التصوّر الأخلاقي البشريّ زمناً طويلاً.

كان والدا الأنبوب بلجيكيّي الجنسية، وكنتيجة لذلك كان الرّب بلجيكياً، وهو ما يُفسّر عدداً لا بأس به من الكوارث التي عرفها العالم منذ الأزل. ليس في هذا ما يبعث على الاستغراب: كان آدم وحواء يتكلّمان الفلامانية[6]، مثلما بيّن علمياً منذ بضعة قرونٍ، قسٌّ من أبناء البلاد المنبسطة[7].
لقد وجد الأنبوب حلاًّ عبقرياً لتفادي الصراعات اللّغوية الوطنية: لم يكن يتكلّم، لم يقُل شيئاً، ولا حتّى صدر عنه أدنى صوت.
لم يكن هاجس الكلام ما يشغل بال الوالدين بقدر ما كان يشغلهما هاجس السّكون. فقد أكمل الأنبوبُ سنتَه الأولى دون أن ينجزَ أولى حركاته. باقي الأطفال كانوا يقومون بخطواتهم الأولى، ابتساماتهم الأولى، شيء ما من أشيائهم الأولى. أمّا الربّ فلم يكفّ عن إنجاز لاشيْئه الأوّل.
والأغرب من ذلك أنّه ظلَّ يكبُر. نموّه كان طبيعياً للغاية. الدماغ هو الذي لم يكن يساير هذا النّمو. لاحظ الوالدان بارتباك أنّ في منزلهما عدماً لا يكفّ عن شغل مساحةٍ أكبر فأكبر.
ما لبث المهد أن صار صغيراً جداً. فلم يكن بدّ من نقل الأنبوب إلى السرير-القفص الذي استعمله من قبلُ الأخ ثمّ الأخت.
قالت الأمّ راجيةً: لعلّ تغيير الموضع يوقظه.
لم يغيّر هذا التّغيرُ شيئاً.
منذ بدء الخليقة والرّبُ ينام في غرفة أبوَيه. ما كان يزعجهما، وهذا أقلّ ما يمكن أن يقال. لعلّ نبتةً خضراءَ كانت ستكون أكثر صخباً منه. ما كان حتّى ينظر إليهما.

(....)




[1] لعبٌ لُغويٌّ تمارسه الكاتبة على كلمات اللّغة الفرنسيّة، وسرنا هنا على منوالها. (الحواشي من وضع المترجم، ما لم تَرٍد الإشارة إلى خلاف ذلك)
[2] تلعب الكاتبة هنا ع لى المعاني المتعدّدة لكلمة (نعت) végétatif التي تعني في آنٍ: نشاط إنباتي (ما يؤمّنُ للنّبات نموّه واستمراره)، كما تدلّ على الخمول، وأيضاً على القوّة النّامية التي تعدّ من القوى المشتركة بين الحيوان والنّبات. 
[3] ترتبط هذه الرّقصة في المخيال الثقافي الغربيّ برقصة سالومي ساعةَ قطع رأس يوحنا المعمدان، وقد تمّ عرضها في عديد الأعمال الإبداعية (لعلّ أبرزها مسرحية أوسكار وايلد "سالومي" التي حوّلها ريتشارد شتراوس إلى أوبرا تحمل العنوان نفسه). وكتعبير دارجٍ في بعض اللغات الأوروبية، تعني إبراز الفرح أو الأحاسيس، أو حتّى كشف الأخبار، تدريجياً. 
[4] في مناهج الفيزياء ببعض البلدان العربيّة تسمّى مبدأ القصور الذاتي.
[5] تفيد الكاتبة من استعمالات ضمير المذكّر في الفرنسية، حيث أنّ كلمات الطّفل والرّضيع تقال بصيغة المذكّر للجنسين معاً، فلا تكون مضطرة إلى أن تغيّر الضمير كلّ مرّة، خصوصاً وأنّ الأنبوب والرّب أيضاً مذكّرين في الفرنسية. لهذا فضلنا أن نسير على نهجها ونستعمل أيضاً الرّضيع والطّفل، خصوصاً أنّ هذه الفصول الأولى لم يتحدّد فيها بعد جنس المتكلّم، ولا يؤثّر ذلك على سير الأحداث العامّة للرّواية.
[6] اللّغة القومية لبلجيكا، وإن كان جزءٌ كبير من بلجيكا تسوده الفرنسية كلغة تخاطبٍ رسميّة.
[7] البلاد المنبسطة: كذا يسمّي البلجيكيون بلادهم. 

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

امرأة والحرب

موسيقى بيتهوفن

تانيزاكي- جون إيشيرو الكي-لان (كيران)